يُعد فيتامين د من الفيتامينات المهمة لضمان نمو صحي، ولا تكمن أهميته فقط في الحفاظ على توازن الكالسيوم في الجسم بل له العديد من الفوائد الصحية الأخرى. لذا فالخلل في المستوى الطبيعي لهذا الفيتامين يؤثر بشكل ملحوظ على عدد من وظائف الجسم.
نقص فيتامين د
حالة نقصه تعني عدم وجود ما يكفي احتياج الجسم اللازم للقيام بالعديد من العمليات الحيوية، والتي من أهمها وأشهرها امتصاص الكالسيوم. كما يساهم في بناء عظام قوية كما يمنع بعض أنواع السرطان.
تُمثل آلام العضلات وضعفها، والشعور بالإرهاق و الاكتئاب أهم الأعراض المُصاحبة لحالة النقص.
وحتى تحصل على الاكتفاء منه يوجد أنواع معينة من الطعام والمكملات الغذائية بالإضافة إلى التعرض إلى أشعة الشمس بحذر.
يلعب أيضاً دورًا بارزًا في عدد من الوظائف الفسيولوجية والوقائية من الأمراض كذلك، وهذا ما سنوضحه في الفقرة التالية.
أهمية فيتامين د
يسمى-فيتامين شعاع الشمس- يساعد كما أشارت دراسة حديثة في تحسين قوة العظام وتقليل تكرارية خطر السقوط بنسبة تصل الى 50%.
رغم هذا لم تعد تُختصر أهميته فقط في ضمان عظام صحية للأطفال والشباب، لكن أضحت له العديد من الفوائد الصحية الأخرى، و منها:
- تقليل احتمالية الإصابة بكل من الأمراض المزمنة وأمراض المناعة الذاتية وأنواع السرطان الشائعة.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- تنظيم ضغط الدم.
كما يلعب درًا حيويًا في توازن نسبة الكالسيوم في الدم وامتصاصه وكذلك الفوسفات في الأمعاء، ويقلل شكله النشط “الكالسيتريول” من إفراز هرمون الباراثورمون.
بالإضافة إلى قدرته على تنظيم إنتاج هرمون الأنسولين؛ لذا يعد عاملًا وقائيًا من الإصابة بمرض السكري، كما يحافظ على الكلى، وله العديد من الوظائف الحيوية الأخرى؛ لذا لنقصه في الجسم العديد من المخاطر الصحية.
أسباب نقص فيتامين د
تتعدد الأسباب التي تقف خلف نقصه عن معدله الطبيعي والضروري لجسم صحي ومن أهمها:
- عدم التعرض بشكل كاف لأشعة الشمس.
- نقصه في الطعام.
- عدم قدرة الجسم على امتصاصه جيداً.
- غياب قدرة الكبد أو الكلى على تحويله إلى صورته النشطة في الجسم.
- تناول أدوية تتداخل مع قدرة الجسم على تحويله أو تؤثر على امتصاصه.
بالإضافة إلى هذه العوامل، تحمل بعض الفئات احتمالية أكبر للإصابة بنقصه، وهذا ما سوف نستعرضه في الفقرة القادمة.
الفئات المعرضة لخطر نقص فيتامين د في الجسم
توجد فئات من الناس مُعرضة لنقصه أكثر من غيرها، لذا يجب توخي الحذر في الحالات الآتية:
- الأطفال المُرضعة طبيعياً
ويعزو ذلك إلى كون لبن الأم مصدر فقير لهذا الفيتامين، لذا اذ كنتِ أم مرضعة تأكدي من إعطاء طفلك 400 وحدة عالمية (10 ميكروجرام) منه.
- كبار السن
فتعرضهم للشمس لا يضمن صنعه؛ لأن كفاءة الجلد تقل بمرور الزمن لذا لا يستطيع الجلد تحويله إلى صورته النشطة مما يقلل الاستفادة المحتملة.
- ذوي البشرة السمراء
وذلك لأن قدرتهم على امتصاصه أقل من أصحاب البشرة الفاتحة.
- المصابون بداء السمنة
وذلك لإرتباط دهون الجسم الزائدة به فتعوق وصوله للدم.
- المصابون بمتلازمة كرون
وذلك لمشاكل مرتبطة لديهم بتوافر الدهون التي تضمن الامتصاص السليم للفيتامين.
- مرضى هشاشة العظام.
- الأشخاص المصابون بزيادة إفراز هرمون الباراثورمون.
- الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحة المجازة المَعِدِيّة.
- المصابون بأمراض الكلى والكبد المزمنة.
- مرضى السل، والساركويد، والهيتوبلازما “مرض الكهوف”.
إذن السؤال التالي هو ما خطر نقص فيتامين د عن حاجة الجسم الطبيعية له؟ وما الأمراض المرتبطة بهذا الخلل؟
مخاطر الإصابة بنقص فيتامين د
النقص الحاد للفيتامين مرتبط بالعديد من المشاكل، ففي الأطفال يؤدي الى الكساح، وإلى لين العظام في البالغين، وهذا لم يعد منتشراً كما كان من قبل في الدول المتقدمة.
لكن تكمن الخطورة في نقصه الغير مُكتشف اكلينكيًا، نظرًا لسعة انتشاره مع عدم القدرة على رصده، فقد ذكرت دراسة أن 96% من الأطفال الذين شُخصوا بالكساح كانوا يعتمدون على لبن الأم والذي يحتوي بدوره على كمية غير كافية من هذا الفيتامين.
بالإضافة إلى ارتباط نقصه بالعديد من الأمراض، وأهمها:
- ضغط الدم المرتفع
- مضاعفات الحمل
- ضعف المناعة
- السكري
- السرطان
- أمراض المناعة الذاتية كمرض التصلب المتعدد.
ومازلنا في حاجة للمزيد من الأبحاث لفهم علاقة نقص فيتامين د بالأمراض السابق ذكرها.
علاج نقص فيتامين د
يمكن تفادي مخاطر نقصه بطرق عدة، ومن أهمها:
- التعرض لأشعة الشمس الصحية الخالية من الأشعة فوق البنفسجية؛ نظراً لارتباطها بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد أو المصادر الضوئية الصناعية الأخرى.
- تناول الأطعمة التي تحتوي عليه مثل: الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة، وكبد الأبقار، الجبن، المشروم، وصفار البيض.
- المكملات الغذائية لفيتامين د سواء التي تحتوي على إرغوكالسيفيرول أو كوليكالسيفيرول.
الخاتمة
يلعب فيتامين د دورًا حيويًا في نمو العظام وصحتها، فله تأثيرات عدة على مختلف أعضاء الجسم؛ لذا فنقصه يؤثر على صحة كلا من الأطفال والبالغين.
المراجع:
Vitamin D and health – The missing vitamin in humans – PubMed (nih.gov)
Vitamin D supplementation for prevention of mortality in adults – PubMed (nih.gov)
Pharmacologic role of vitamin D natural products – PubMed (nih.gov)
Calcium and vitamin D: skeletal and extraskeletal health – PubMed (nih.gov)
Vitamin D status: measurement, interpretation, and clinical application – PubMed (nih.gov)